من الجميل أن يحلم الإنسان بأن يحقق ما يصبو إليه و الأجمل أن يسعى لتنفيذ
أحلامه ولا يكتفي بالحلم، فالحلم مهما كان جميلاً لايفيد صاحبه إذا لم يترجم لواقع
، لكن الواقع والوقائع تشير إلى أن أصحاب الحلم لا يسعون لتحقيقه، فكل ما يفعله أصحاب
الحلم أنهم يسندون ظهورهم على التجاعيد التي رسمها الزمن على جسد القرارات الدولية
المساندة شكلاً لقضايا العرب وينتظرون إحداث تغييرات في موازين القوى في حين أنهم لا
يسعون لإحداث تلك التغييرات ولو بالحد الأدنى بل إنهم يتنازلون عن طموحاتهم مقابل وعد
بالتفكير يعطيه لهم الطرف الأخر بأن يسمح لهم بالاستمرار في الحلم لانه أدرك أن الفئة
الضعيفة التي أدمنت الأحلام اقتنعت بضرورة
تبنى المبدأ الذي يقول إن لم تستطع فعل شئ في الواقع فافعله في الحلم فهو الممكن المستحيل
وقل لم يكن بالإمكان أفضل مما كان.
عليك ان تتأكد أنها
ليست واحة.. إنها إمبراطورية رذائل
فمنذ وقت طويل بدأت رياح الأماني تهب على كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي
دون أن تحمل هذه الرياح مطراً بدءاً من حلم
التحرر والإنعتاق من الإستعمار إلى حلم الدولة إلى حلم الاعتراف بالهوية الخاصة بالأمة
إلى حلم التعددية السياسية إلى حلم البقاء في بطن القصور مقابل أي شئ يطلبه الذي يملك
مصانع إنتاج حبوب الخلود الزائف إلى حلم البقاء على ظهر الحياة أحياء مهما ارتفعت نسبة
هرمونات المذلة في الدماء .
لقد وصل الحال بالحالمين إلى التضحية بالشعوب وبالأوطان وبالجغرافيا من
أجل أن يدخل التاريخ بمسمى رفيع المستوى دون أن يهتم بفحوى هذا المسمى ونسوا أن تحقيق
الأماني يتطلب النوم في أحضان الجمهور والعمل على تحقيق طموحاته لان الجمهور هو مختبر
البقاء وهو الذي يملك مفاتيح بوابة التاريخ ويضع التيجان المشرفة فوق رأس من رفع رأسه
بين الأمم وأفنى عمره من أجل تقدمه وازدهاره وحريته.
أيها الحالمون لقد انتهى الليل وانقشع الظلام وتقاسم كل العالم نصيبه
من خيرات بلادنا وتقاسموا أموالنا و خططوا لمستقبل أبنائنا وبناتنا وأنتم نائمون ،
كل العالم يفتخر بأن له قادة يسهرون من أجله إلا نحن فقادتنا يفتخرون بان لهم شعوب
تسهر من أجلهم ، لقد جاء وقت الاستيقاظ من الأحلام لأنه لا بارك في حلم يضيع ثلاثة
أرباع العمر في الحلم والربع الأخير في التنفيذ الخاطئ لما صح من الأحلام..
08 مايو 2010