recent
أخبار ساخنة

ترجمة الأدب الصهيوني بين القبول والرفض

 نشرتُ قبل فترة منشوراً على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يتحدث عن ترجمة الأدب الصهيوني، هل يصب في مصلحة الصهاينة أم مصلحتنا ؟ فتراوحت الإجابات ما بين مرحبٍّ بالفكرة على اعتبار أنها تخدمنا من حيث ضرورة الاطلاع على ماهية التفكير الأدبي الصهيوني انطلاقاً من " من تعلم لغة قوم أمن مكرهم " باعتبار أن اللغة أكبر من فكالحروف والوصول إلى تفاصيل عميقة للمعنى، وبين رافضٍ على اعتبار أن قبول قراءة الأدب الصهيوني المترجم هو قبول ضمني بوجود الصهاينة.

قبل ابداء الرأي، علينا إدراك أن تحريم أو تجريم أو تحليل الشيء لا يكون لذاته، بل لنتائجه، فلو كانت ترجمة أي عمل سيجلب لنا منفعة ، فالواجب سلوك هذا الدرب انطلاقا من قاعدة " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" ، وأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها.

ولو رجعنا للتاريخ الاسلامي سنجد أن ترجمة انتاجات الأقوام الآخرين كانت حاضرة وبقوة في العقلية الاسلامية، حيث شجع الحكام المسلمون ذلك، منهم هارون الرشيد الذي أسس بيت الحكمة في بغداد، فترجموا العلوم والمعارف من مختلف اللغات، مما أكسبهم غزارة معرفية.

الإعلام و قضايا المجتمع " ذوي الاحتياجات الخاصة نموذجاً "

شخصياً، لا أرى فائدة من التقوقع واعتبار ترجمة الإنتاج الصهيوني من المحرمات الوطنية، وأميل لفكرة الترجمة لأنها تمنحنا معرفة كيف يفكر الصهاينة من خلال كتابهم ومفكريهم وأدباءهم، لأن الأدب والفكر تجسيد لحياة المجتمعات، وتصوير لمشاهد حياتية وتوقعات أو أمنيات لما يتمنى الأديب أن تكون عليه الحياة في المجتمع، ولأنه كذلك، ولأن الدين يلعب دوراً كبيراً في رسم السياسة العامة للإنسان، فإن الأديب وباعتباره جزءا من المجتمع ويلتزم بالنصوص الدينية، يكتب أفكاره وإنتاجاته الأدبية وفق الرؤية الدينية، والمعروف أن العقيدة اليهودية الحالية المزيفة تُظهر اليهود بأنهم " شعب الله المختار" وغيرهم " أغيار " وتشبههم بالحيوانات، فمن الطبيعي أن تنعكس فلسفة الدين اليهودي على الأدباء والكتاب اليهود الصهاينة، وتمتاز بالعنصرية.

هنا سؤال : ألا يترجم الصهاينة الانتاجات العربية بمختلف تفرعاتها ؟

الجواب بلى ، لأنهم من خلال الترجمة يقرؤون الواقع العربي ويستقرئون المستقبل العربي ويمنعون ويحاربون ما يرونه يستحق المحاربة خاصة لو كان ضدهم، ويروجون ما يخدمهم، ويروجون الانتاج العربي الرديء للجمهور الصهيوني لإظهار العرب بأنهم متخلفون، بينما يخفون عنهم الانتاج العربي الجميل والمميز.

 

ختاماً ، على أصحاب الرأي والفكر وصناع القرار تحصين المجتمع وتزويده بأدوات دفاعية للتعامل مع الأدب القادم من الخارج ، مع ضرورة التأكيد على أن قراءة الآخر لا تعني الاقتناع به وبأفكاره، بل تمنحني القدرة حول كيفية التعامل معه، فلو لم نقرأه ، كيف ستتعامل معه ؟

 


اشترك في قناتي تيوب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

google-playkhamsatmostaqltradent