( إذا قُدِّرَ لنا يوماً أن نمتلك القدس، وأنا على قيد الحياة ، وكنت قادراً على أن أفعل أي شيء، فسوف أدمر كل ما هو غير مقدس عند اليهود فيها )
هذه مقولة للاب
الروحي للحركة الصهيونية تيودور هرتزل الذي ولد في المجر
عام 1860، تلك الحركة ورغم أنها حركة علمانية سياسية وليس لها علاقة
بالدين، إلا أن آباء ومفكري الحركة الصهيونية وظفوا
واستغلوا بعض المفاهيم الدينية حول ' شعب الله المختار و أرض الميعاد " لتوجيه العواطف والمشاعر اليهودية نحو فلسطين
والقدس تحقيقاً للأهداف الصهيونية لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، حيث قال
هرتزل في مقدمة كتابه ( الدولة
اليهودية) ( فقط الفكرة تستطيع نقل أمة من مكان لآخر، ولدى
فكرة إقامة دولة اليهود القوة المطلوبة لتحقيق ذلك، فتلك الفكرة هي حلم اليهود
الأول منذ فجر تاريخهم، ولكم ترددت على ألسنتهم عبارة "العام القادم في القدس
).
إن رأي هرتزل في القدس
بالنسبة لليهود يؤكد أنها ليست مدينة عادية وليست حجارة او رمال ، بل هي كما
يزعمون في التوراة المحرفة (العاصمة التي لا يمكن للإله أن
يستقر أو يُعْبَدَ إلا فيها ) كما أنهم
يسمون الأرض الموعودة بـ ( أرض الرّب)، وتكشف تسمية مدينة الرّب عن مدى التشبث
اليهودي بالقدس، حيث التفريط بها يعني التفريط بمسكن الرّب (يهوه). وفي (القبالاه)
اليهودية تحظى القدس بمكانة المدينة التي "
سيفيض منها الخير إلى السماء ومنها يوزّع على بقية العالم, وهي الملكوت الذي سيحكم
العالم ولا يفصلها أي فاصل عن الإله، وتصعد أدعية اليهود من خلالها ".
وبعد
قيام الكيان الصهيوني أعلن بن غوريون أحد قادة الحركة الصهيونية وأول رئيس حكومة
إسرائيلي أمام الكنيست، وذلك بمناسبة الرد على طلب الأمم المتحدة بشأن تدويل القدس
( إن القدس الصهيونية هي جزء عضوي وغير منفصل عن تاريخ وديانة وروح شعبنا، إن
القدس هي القلب الذاتي لدولة إسرائيل, إن علاقتنا اليوم مع القدس لا تقل أبداً عن
عمق تلك العلاقة التي كانت موجودة أيام نبوخذ نصّر وتيتوس فلانيوس، إننا نعلن أن
إسرائيل لن تتخلى إرادياً عن القدس، تماماً كما لم تتخل خلال آلاف السنين عن
إيمانها وهويتها الوطنية وأملها بالعودة للقدس وصهيون)
ويقول الجنرال موشيه
ديان وزير جيش الاحتلال عام1967، حين تم احتلال القدس ( لقد حررت قوات جيش الدفاع
الاسرائيلي القدس، وأعدنا توحيد هذه المدينة – عاصمة اسرائيل وعدنا الى أقدس الأماكن ، ولن نرحل عنها مرة أخرى ) ويقول ايضا (
لا معنى لإسرائيل من دون القدس، ولا معنى للقدس من دون الهيكل ) وحينما يقول مثل هذا الرجل مثل هذا الكلام ، فإن
الامر يتعدى نظرة اليهود للقدس على انها مسألة سياسية وارض مجردة من أي اعتبارات
مقدسة.
والملاحظ
لوضع مدينة القدس الآن يلحظ أن هذه الاقوال والآراء لم تبق حبيسة الاماني
والادراج، بل إن الصهاينة ينفذون بدقة ما
جاء في كتاب الدولة اليهودية وغيره من كتب قادة الحركة الصهيونية، فتراهم يغيرون
تاريخ وجغرافيا وثقافة المدينة الاسلامية المقدسة ويسمون شوارعها وازقتها وساحاتها
بأسماء يهودية لها دلالة مقدسة عند اليهود كي توحي للأجيال انهم في أرض الأجداد،
بينما المسلمون لا يتذكرون القدس الا في الخطابات الرنانة التي ما قتلت ذبابة .