الاسرة بين الماضي والحاضر والمستقبل

 تُرى ما الذي يجعل فريق عمل في مؤسسةٍ ما منسجمون وكأنهم أُخوة من أبٍ وأُم؟ وما الذي يجعل فريقاً آخر بلا كيمياء بينهم وكأنهم في معركة حامية الوطيس؟ ببساطة إنه " القائد "، وما الذي يجعل قائد يحظى باحترام الفريق وآخر يفتقد هذه الميزة ؟ إنه أُسلوب القيادة، كيف ذلك ؟ وما دور القائد في قيادة سفينة الفريق بالحب ؟ مهلاً عزيزي.

رسم الإسلامُ معالم الطريق لحياةٍ جميلةٍ ونبيلةٍ وأصيلةٍ، ووضع الأُسس لكل صرح، ومن الصروح "القيادة بالحب "، ومن أروع ما قيل في "القيادة بالحب" قول الله عزوجل (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) إذا "القيادة بالحب"، تؤكد بأن الإنسانَ اللين الهين كالمغناطيس يجذبُ الآخرين له لأنه بطبعه يُحب من يرأف به ويعطف عليه ويُسمعه الكلمة الطيبة ويبتسم في وجهه، أليس في تبسمك في وجه أخيك صدقة ؟ نَعم، ونِعمَ الصدقة يا علم الهدى.

إن القيادةَ بالحبِ لا تعني التساهل والخضوع، بل ممارسة حقيقة وموضوعية لحكمة ( لكل مقام مقال ومشاعر) تراعي فيها الضوابط الإسلامية حتى لا يَظلمُ  القائد ولا يُظلمُ عنده أحد.

ودخولاً في الخطوات العملية، سأطرحُ عليكم أفكاراً هداني الله لها عساها تعجبكم.

_مما يحبه الإنسان أن يشعر أن له رأيٌ يُستمع له، فاستمع لهم (وشاورهم في الأمر)وهذا يعزز في نفسه الإنتماء  للفريق.

_نادي الأعضاء بأفضل مما يحبون من أسماء، وتذكر (وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ) و(لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ)

_ (لا تنسوا الفضل بينكم) إمدح صاحب الفعل الجيد أمام الآخرين ليشعر بقيمته فيتحفز غيره، وليكن على مواقع التواصل الإجتماعي، ولو أخطأ عاتبه ب " سرٍ وهدوء"، وتذكر قول الإمام الشافعي ( تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة).

_ شارك أعضاء الفريق مناسباتهم السعيدة وغير السعيدة، ففي ذلك أثر نفسي ايجابي كبير.

_لا بأس من زيارة تصطحب فيها زوجتك لعدد من أُسر العاملين شهرياً بلا تكلف و تكاليف ولا هدايا مبالغ فيها .

_تنظيم حفل خفيف لطيف بمناسبة يوم ميلاد أحدهم سواء في العمل أو إرسال الكيكة للبيت.

_إرسال رسالة سواء نصية أو على الفيسبوك او مكالمة تطمان عليه، خاصة لمن تغيب.

_لو شعرت أن فلان مزاجه النفسي ليس على ما يرام اجلس معه  في غير مكان العمل وافهمه وساعده على تحسين مزاجه.

_تنظيم رحلة ترفيهية للعاملين وأُسرهم خاصة في المناسبات.

_زودهم بكتب تحفزهم وتشجعهم على ابتكار الأفكار وامنحهم مكافأة على ذلك.

_ازرع الأمل والتفاؤل في نفوسهم، فقد قال نابليون بونابرت (لا نحكم شعباً إلا بأن نريه المستقبل، القائد هو تاجر الأمل)

تلك كانت بعض الأفكار، ولا أخالكم تفتقدون لأفضل منها، لكنه النقص الذي يعتريني فيمنعني من الكمال، وقبل أن انسحب: إعلم عزيزي القائد بأن (من أطاع فقط عصاك، فقد عصاك)، و(إن أردت أن تكون قائداً مميزاً...فكن إنسانا، واصنع جميلًا في الحياةِ فإنّما ... باللّطفِ تبلغ في القلوبِ مقاما )هكذا تقول الحكمة التي تعلمناها من جامعة محمد عليه الصلاة والسلام.