recent
أخبار ساخنة

كيف نستقبل ونستثمر رمضان؟


كيف نستقبل ونستثمر رمضان؟

مقالي في صحيفة فلسطين.

هب أنك تلقيتَ اتصالاً من شخصٍ تحبه يخبرك بأنه سيزورك في وقتٍ محددٍ ولن يطيل المكوث لديك، ماذا ستفعل؟

أظنك ستجتهد في ابتكار مراسيم استقبال تليق به وبك، ستخبر أهلك وتنظف بيتك وترتدي أجمل الملابس وتجهز ما لذا وطاب من الطعام والشراب، وستبذل قصارى جهدك في استثمار وقت الزيارة أيما استثمار، أليس كذلك؟ أو أنا غلطان؟

ثم هب أن " أم العيال" وشوشتك بأنها حامل جديد "على شوق وعطش" أيكون شعورك كما لو كانت "حضرة جنابها " تهديك كل عامٍ طفل جديد؟ بالطبع "NO ".

ما سبق ينطبق على شهر رمضان لما له من سحر جميلٌ وجليلٌ عن باقي الشهور ،

فهو الضيف الكريم الذي بزيارته نتهلل فرحاً، وحين يغادرنا نبكي عليه، وفرحتنا به كزوجين ينتظران مولودهما "على أحر من الجمر".

رمضان موسم زماني مميز بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وهبنا الله عزوجل إياه ليطهرنا ويزكينا به مما علق في نفوسنا من أخطاء وهفوات لأننا كبشر "وأنا أولكم " غرقى في بحر الأخطاء، فهو فرصة ذهبية لمسح وأخطاءنا وزلاتنا ونبدأ صفحة جديدة مع الله عزوجل ثم مع أنفسنا.

روى عن السلف الصالح انهم كانوا ينتظرون رمضان منذ مغادرته لأنهم استشعروا بركات ليست في غيره، ويكفي أن به ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، أي 83 عاماً.

ولأنه رمضان كان لزاماً علينا استقباله بما يليق به حتى يحقن نفوسنا بحقن مضاد حيوي ضد أي انحرافات قد يغرينا بها ابليس.

وبالعودة ل" كيف نستقبل ونستثمر رمضان؟ فإني أقترح بعض الأفكار لندخل رمضان ونحن أقرب لله عزوجل وهو راضٍ عنا، أما عن كيف نستقبل رمضان ؟

- استعن بالله عزوجل واعقد العزم على أن تدخل رمضان انساناً جديداً.

- جهز خطة تناسب ظروفك وتظهر مدى حرصك على حسن استثماره.

- اعفُ عمن ظلمك وصالح من لك خصومة معه، خاصة والديك.

- خفف من استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي فهي مثل اللص الأنيق.

أما كيف نستثمره ؟

- استثمر وقتك في أعمال الخير فهي أكثر من أن يحصيها مقال.

- لا تنجر خلف الأعمال الإعلامية الهابطة والتي تكثر فقط في رمضان لحرف أنظار واهتمامات المسلمين عن استثمار رمضان.

- تخلص من كل ما تراه سلبياً من التدخين والتبرج وعدم الصلاة أو تأخيرها أو قطع الأرحام.

- اقرأ عن أحكامه وأبرز المعارك الإسلامية التي حدثت فيه.

- لا تنم في حضن النظرية القاتلة بأن رمضان للنوم وليس للعمل.

- لا تحول ليلك لنهار ونهارك ليلاً.

- ليكن مقصدك من قراءة القرآن الفهم والتأمل والتطبيق، وليس فقط القراءة العددية .

- رمضان يهديك فرصة التعود على الصيام ويحفزك على صيام النوافل بعده.

- رمضان فرصة لإعادة ضبط أعصابك.

- زر أرحامك حتى بدون هدية إن كانت ظروفك لا تسمح.

- ساعد زوجتك في أعمال المنزل فهي مثلك صائمة ومرهقة.

- رمضان فرصة لتجديد العهد والبيعة مع الله.

- رمضان فرصة لتشعر بشعور الفقراء والمحتاجين والمشردين والمغتربين.

عزيزتي ...عزيزي.

إن الدخول في شهر رمضان أشبه برجلٍ اشترى بيتاً جديداً ويستعد للانتقال له، وبينما هو يستعد لذلك عمل (filter ) لمحتويات بيته القديم فوجد كثيراً منها " ملهاش أي لازمة " فهل من المنطقي اصطحابها لبيته الجديد؟

وكل عام وأنتم بخير

 

اشترك في قناتي تيوب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

google-playkhamsatmostaqltradent