الزواج على طريقة الرباعية
يبدو أن اختيار الزميلة لمى خاطر لأن تبقى مدافعة عن الحق وتحمل سيفاً وتركب على ظهر جواد الحقيقة قد رشحها لتكون فريسة لأنياب الجنود الجدد الذين أنتجهم القادم من أمريكا وأثارت حفيظة أصحاب المقاومة الناعمة الذين عجزوا عن ترويض سيفها لأنه ينطق بالحق وللحق فهي لا يشرفها النوم في عباءة الحاكم لإدراكها أن هذه العباءة قد صممت خصيصاً لؤاد أحلام الشعوب.
إن ما تتعرض له الأقلام الشريفة في الشطر الثاني من الوطن من اعتقال الصحفيين
واهانة الكتاب وقمع الإعلاميين من حريتهم في اختيار من يمثلهم هو عملية ممنهجة وحلقة
من مسلسل العاصفة الذي أخرجه الغرب ويقوم ببطولته ساسة يحسبون أنهم وطنيون، ويدل دلالة
واضحة أن الساسة هناك لا يريدون من احد تعرية أفعالهم وكشفها أمام الجماهير حتى يتمكنوا
من تقديم المزيد من الخدمات لأهل الدفع والرفع، وينتصف المسلسل وتأتي حلقة تكون الضحية
فيها لمى خاطر كمحاولة لإثنائها عن مبادئها من خلال اعتقال زوجها وفرض الإقامة الجبرية
عليها ومنعها من ممارسة حياتها كما تشاء،فقط لأنها وصفت وضع قائم بالضفة ولم
تختلق أحداث من نسج الخيال لأن الوضع بالضفة يكفي للكثير من الكتابات فالساحة مليئة
بالأحداث ولا وقت للتأمل واختراع الوقائع.
نقول للزميلة لمى إن ما حدث لك هو دليل صدق المنهج الذي تسيرين عليه
وهذه هي ضريبة الدفاع عن المبادئ فلا تخافي من الشدائد ،وعلى أصحاب الرأي في
الوطن أن يدركوا أن لا احد بعيد عن مقص الرقيب لذا يجب أن يعبروا عن تضامنهم
مع الزميلة لمى واستنكارهم لمثل هذه الأفعال لان السكوت سيجلب المزيد من الضحايا ويطيل
حلقات المسلسل .وعلى أصحاب المواقع الالكترونية أن يهتموا بمثل هذا القضايا وان يحذوا
حذو الشرفاء الذين تبنوا الدفاع عن الزميلة لمى خاطر انطلاقاً من مبدأ إن لم نقف اليوم
سوياً سنموت غذاً متفرقين.
- المركز الفلسطيني للإعلام
25/مايو/2010