نحن نتفهم المبادرات و الجهود التي تبذلها الدول العربية من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني فيبدو أنها تنوي التفرغ لحل قضاياها الداخلية مع شعوبها وتحاول تحسين ظروف المعيشة فيها، لكن لا نفهم ما مغزى الإلحاح العربي بضرورة اعتراف حماس بشروط الرباعية والالتزام بقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل بكافة تفاصيلها في حين أن هذه الاتفاقيات لم تتمر ما يفيد الشعب العربي كافة منذ كامب ديفيد إلى الآن بل إن كل هذه الاتفاقيات والقرارات تخدم إسرائيل فقط ، ونحن كفلسطينيين ندرك أن من واجبنا تجاه من يقدم لنا مبادرات لحل مشاكلنا أن نتجاوب معه لكن أن يكون هذا التجاوب مبنى على أن نقدم لأعدائنا ما لذ وطاب له من مبادئنا وثوابتنا حتى نأخذ منه صك الغفران ويسمح لنا بان نأكل ونشرب وننسى جراحاتنا فهذا غير مقبول .
يقول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاستاذ خالد مشعل أن دولا عربية قالت لحماس إن أردتم (التزاوج)المصالحة مع فتح والعودة للبيت الفلسطيني الموحد فلكم ذلك بشرط أن يكون المأذون أمريكي بحضور لجنة إصلاح دولية( الرباعية الدولية) ونص التزاوج يعرض على نيتنياهو كي ينال شرف إمضاءه عليه قبل أن يدخل حيز التنفيذ.
لقد تأكد جليا من الأحداث الظاهرة للجميع
أن إطالة عمر الحصار على الشعب الفلسطيني يعني إطالة فرصة حكام عرب في الجلوس على منصة
الرضا الأمريكي لان نجاح غزة سيشجع آخرين على تبني ذات الموقف لذا تحرص أمريكا بالتعاون
مع فروعها في كافة إنحاء العالم وخاصة في المنطقة العربية على إغلاق مثل هذه المصانع
التي من شانها أن تهدد صفو وهناء البنت أخر العنقود والابنة المدللة لها (إسرائيل).
عبقرية إنتاج القطيع
لكن ما الذي على حماس أن تفعله بعدما وصلت
الحالة إلى الاصطدام بجدار فولاذي من راعية المصالحة المشروطة هل ستنعلن أسماء الدول
التي أبلغتها والدول الموافقة على ذلك ، أم تستمر في رفضها أم تتنازل عن بعض الثوابت
مقابل بعض المناصب الوهمية وتدخل نادي الواقعية السياسية
وتقع في الفخ الذي وقع فيه الكثيرين ، نتمنى من حماس أن لا تخذل طموحات الجماهير العربية والإسلامية التي علقت عليها أمالاً كبيرة ، لأنه من الخطأ بناء بيت خاص على حساب الآخرين ، وألا تتنازل لأن نادي الواقعية السياسية الحديثة لا يرفض أحد تماماً مثل نادي العراة بشرط تطبيق قوانين النادي، فإذا حصلت على تذكرة الدخول ستجد على الباب يافطة مكتوب عليها مرحبا بك أكمل خلع ملابسك وتفضل أنت في نادي العراة فقد خلعت الجزء المهم ،فخلع الثوابت تماما مثل خلع الملابس.