يحدث أن تفارق المرأةُ زوجها سواء بالطلاق أو الوفاة، فيبدأ الرجل رحلة بحث عن شريكة جديدة ، وهو هنا كمن فقد الدواء الاصلي، ويبحث عن دواءٍ بديلٍ قريب جداً من الدواء الاصلي، فهل يقوم الدواء البديل مقام الدواء الاصلي ؟
المنطق
يقول بأن التعميم بنجاعة الدواء البديل ليس صواباً دائماً أو خطأ دائماً، فهو خاضع
لتقديرات الوفرة والندرة وتقارب مركباته و مفعوله مع الدواء الاصلي ، وتعامل
المحتاج مع الدواء، وأظن أن ذلك ينطبق على الأم البديل ( زوجة الأب) فمن الخطأ
اعتبار أن كل ( زوجة أب) هي غير صالحة وغير مستأمنة على الاولاد.
عزيزتي
زوجة الأب :
حينما
طرق الرجل بابك ليخبرك رغبته الارتباط بك ليكمل معك حياته، وتكوني عوناً له
ولأولاه، وأن تقومي قدر الامكان مقام الام البديل، كان امامك خياران ، إما (الرفض،
أو القبول) ،وبما انكِ قبلتِ ،فعليكِ أن تعلمي أن الموافقة ليست كلمة تُقال وفقط، بل تحتاج
لترجمة عملية، فما المطلوب منك.
لقد
استأمنك الله على عيال امرأة توفاها الله ،أو لم يكتب لها الاستمرار مع زوجها، فهم
عندك أمانة سيسألك الله عنها يوم القيامة، فلا تخوني امانة الله، وتعاملي مع
الاولاد وفق مراد الله، فراعيهم وربيهم واجتهدي في تعويضهم عن امهم قدر الامكان،
واحتسبي الأجر من الله، فلا يغرنّك الشيطان لممارسة سلوكيات سيئة تجاههم ، فهم لا
ذنب لهم فيما آلت لهم ظروفهم، ولو اغراك الشيطان بأفعال سوء تجاههم ، فإني أخاطبك
كما خاطب رسولُ الله عليه الصلاة والسلام الرجل الذي جاءه يطلب منه الترخيص له
بالزنا، فقال له الرسول : أترضاه لامك؟ أترضاه لاختك ؟ أتراه لابنتك؟ فهل أنتِ
ترضين ذلك لأولادك لو قدر الله لك الانفصال عن زوجك ،أن يعيشوا في ظل "زوجة أب"
تعاملهم معاملة سيئة ؟
اعلمي عزيزتي :
قد ميز الله بين الرجل والمرأة من حيث الصفات النفسية والعقلية والجسمانية
، وذكر لنا بأنه " ليس الذكر كالأنثى"
فالأنثى مستودع للعواطف والمشاعر، فترى عيناها
تسيل من الدمع حزناً لو رأت قطة تأكل عصفوراً ، أو سيارة تدهس قطاً، ، وهذه العاطفة
تزينها، ولا تقلل من قيمتها، فامنحي حنانك وحبك لهؤلاء الاولاد ، فعسى أن يكونوا بوابة سعادتك في
الدنيا والآخرة، واعلمي أنك قد تدخلين بذلك في قول رسولنا عليه الصلاة والسلام
" أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" واشار بأصبعيه السباب والوسطى.
أما أنتَ
عزيزي الزوج:
إن زواجك
من امرأة اخرى لا يعني ترك لها الحبل على الغارب تسومهم سوء العذاب، و أنت تطاوعها
وتقول " سمعنا وأطعنا "، فكن رجلاً، وكن حذراً.