recent
أخبار ساخنة

الجزائر وفلسطين... حب لا ينتهي



منذ أن وقعت فلسطين في مخالب الاحتلال الصهيوني  وقفت الجزائر قيادة و حكومة وشعبا  وقفة رجل واحد مع الشعب الفلسطيني، واختلفت اوجه الدعم الجزائرية لفلسطين حتى شملت نواحي عديدة ومنها العسكرية في بداية الثورة الفلسطينية، حتى أن الرئيس الجزائري  الراحل هواري بومدين قال  " انا مع فلسطين ،،، ظالمة او مظلومة "  وهذه المقولة تجسد مدى استتيطان حب فلسطين في قلوب الجزائرين، وشواهد حب الجزائرين لفلسطين اكبر من أن يحصيها مثلي في مقال واحد، وشخصيا فقد تشرفت بالتعرف على اصدقاء من الجزائر في فترة الدراسة الجامعية في المغرب، بالفعل يحبون فلسطين حبا يفوق معنى كلمة حب، وكانوا يرددون " لو ان للجزائر حدود مع فلسطين".




وحب الجزائر لفلسطين شارك فيه الشعراء كما غيرهم ، حيث كتب الشاعرمحمد العيد آل خليفة   يقول فيها:

فَلَسْطينُ, إنِّي الابْنُ والابْنُ طائِعُ *** فَهَا أَنَذَا أعْصي, فَهَلْ فيكِ غُفْرانُ

فَإِنَّ صُدُودِي عَنْ حِمـَاكِ جِنَايَةٌ *** وَإِنَّ قُعُـودِي عَنْ فِدَاكِ لَعِصْيانُ

فَلَسْطينُ, لا تَأْسى لَغَيْبِي فَـإِنَّني *** وَإن غِبْتُ, بِالحِرْمَانِ مِنْكَ لاسيانُ

وَإنْ فَقَدَتْ رِجْلي رَكَائِبَ لِلْفِدَا *** فَلَيْسَ لإحْسَاسِي وشِعْري فُقْدانُ

فَـإِنَّ إِذَا رُمْنَا لِأَرْضِـكِ سفْرةً *** يُعـارِضُنَا بِالْمَنْعِ والرَّدْع ِ طُغْيانُ

وإِنْ رامَ صهيـونُ لِغَزْوكِ هِجْرةً *** تُفْتَحُ لَهُمْ في الْجَـوِّ والْبَـرِّ بِيبَانُ

فَها هُوَ إيِمَانِي فِـداكِ ونَخْـوتي *** فَمَاذَا عَسَى يُجْدِيهم فِيكِ حِرْمانُ

وَهَمُّكِ هَمِّي يَا فَلسْطِينُ فاصْبري *** فَإنَّ اهْتِياجَ الْمَوْج تُفْنِيهِ شَطْـآنُ

ولَسْتُ لِبَحْرِ الظُّلِم إلاَّ شَواطِئًـا                 *** وَلَيْسَ لِمَوْجِ الظُّلِمْ بَعْدَكِ طُغْيانُ

الدين والحروب

قبل فترة بسيطة تداولت الاخبار خبرا مفاده ان الجزائر وافقت على فتح مكتب سياسي لحماس على اراضيها وهذا خبر سار يؤكد نهج الجزائر في دعم حركات التحرر على اعتبار ان الجزائر عانت من الاحتلال الفرنسي  لاكثر من 130 عام، وهو اكبر غزو في التاريخ الحديث.

بعض المغرضين لحماس لم يرق لهم هذا الكرم الجزائري ، فراحوا يدقون اسافين الخراب لنسف ذلك التقارب ، حيث ابدعوا في اختلاق ما لا جدوى منه في تشويه صورة حماس وتصوريها على انها انقلابية تنقلب على ولي نعمتها في اي لحظة، وذكروا نموذج حماس مع  سوريا ، حيث تخلت الاولى عن الثانية ووقفت ضدها داعمة للثورة، ولم تعجبهم فلسفة حماس (  من يدعمنا في حق ...لا ندعمه في باطل ) وهذا نهج حماس، فحماس معنية بكسب قلوب الشعوب اكثر من كسب ود الانظمة.

تصوروا معي لو أن حماس دعمت بشار في حربه ضد الثورة كما فعلت بعض الاحزاب الفلسطينية والعربية للاسف، هل كانت ستسلم من ألسنة اللهب المنبعثة من الاعلام العربي ،؟ هل سيرفع الحصار عن غزة باعتبار ان بشار والسيسي من نفس المدرسة الدموية، هل سيلتمس الاخرون العذر لحماس؟.

إن وافقت الجزائر على فتح مكاتب لحماس على ارضها فهذا كرم جزائري ليس بجديد عليها وهي مشكورة عليه، وإن لم توافق فهي معذورة  ، واظن ان حماس لا تكلف  ولا تطلب من الانظمة اكثر مما تحتمل ، فلا تطلبوا من حماس ما لاتطيق، حماس تريد فقط من الانظمة ان تتعامل معها وفق حالتها الساعية لتحرير فلسطين من دنس الاحتلال، وجل ما تريده حماس من الانظمة وغيرها تطبيق الحديث النبوي الشريف " فلتقل خيرا او لتصمت )

يبقى القلم عاجزا عن شكر الجزائر وكل الشعوب العربية الاصلية.

اشترك في قناتي تيوب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

google-playkhamsatmostaqltradent