ثمة علاقة تلازمية بين بيئة الإنسان وفكره من ناحية، وفكر الإنسان وسلوكه من ناحية أخرى على اعتبار أن الإنسان ابن بيئته التي تصقل شخصيته بما يحفظ هيبتها واستمراريتها وتخلق منه جنديًا مدافعًا عنها، فما تزرعه البيئة في الإنسان من أفكار وقيم وتصورات عنها وعن نفسه وعن الآخرين تجده في فكره وسلوكه، فإن كان ما تزرعه خيرًا، فنعم الحصاد، وإن زرعت سوءً، فبئس ما سيحصدون.
وبالعودة إلى كيف نظر اليهود إلى الله، فإن الله عز
وجل قد اخبرنا عن اليهود وسوء صنيعهم وتطاولهم عليه وعلى الأنبياء وعلى كل ما لا
يمت لهم بصلة، وقد وردت في القرآن لكريم قصص كثيرة تتحدث عن اليهود، وهذا يؤكد أن
البيئة اليهودية التربوية قد لعبت دورًا كبيرًا في ترسيخ تلك النظرة التهكمية
والاستحقارية لغير اليهود.
في كتاب الجذور الفكرية لانحراف الشخصية اليهودية للأستاذ الدكتور (إسماعيل محمد علي) أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد في كلية أصول الدين والدعوة بجامعة المنصورة يذكر فيه أن العقيدة اليهودية طافحة بصور الظلال والانحراف عن الحق الذي لا تقبله الفطرة السليمة؛ مما أثر على انحراف الشخصية اليهودية في غابر الزمن وحاضره، ثم أكد أن اليهود وصموا الله سبحانه وتعالى بالنقص ونسبوا له ما لا يليق به من الصفات والأعمال، ثم بدأ بسرد الاعتقادات اليهودية عن الله عز وجل:
المصالحة المجتمعية معقود في نواصيها الخير
_1_ الاعتقاد بان الله عزوجل يصيبه التعب بعد العمل:
يقول سفر التكوين (وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ
السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ
مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ) بالرغم من أن الله قال في القرآن الكريم
(ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) سورة ق،
آية 38.
_2_الاعتقاد بأن الله عز وجل قاصر عن الإحاطة بجميع
ملكه:
ففي سفر الخروج (فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ
مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ
النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ.
أَنَا الرَّبّ وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي
أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ
ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ.
_3_الاعتقاد بأن أفعال الله ليست بقدر، وأنه يتسرع ثم
يندم على ما يفعل:
فقد جاء في التلمود (يتندم الله على تركه اليهود في
حالة التعاسة حتى أنه يلطم ويبكى كل يوم، فتسقط من عينيه دمعتان في البحر، فيسمع
دويهما من بدء العالم إلى أقصاه، وتضرب المياه وترتجف الأرض في أغلب الأحيان،
فتحصل الزلازل).
4__الاعتقاد بأن الله مادي يحل في مكان محدد ويقيم فيه:
حيث جاء في سفر الخروج ( كان عمود السحاب إذا دخل
موسى الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة ويتكلم الرب مع موسى، فيرى جميع الشعب عمود
السحاب واقفًا عند باب الخيمة ويقوم كل الشعب ويسجدون كل واحد في باب خيمته، ويكلم
الرب موسى وجهًا لوجه كما يكلم الرجل صاحبه وإذا رجع موسى إلى المحلة كان خادمه
يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة).
_5_الاعتقاد بان الله يأمر بالموبقات والفحشاء:
ففي سفر هيوشع ( أوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ
هُوشَعَ، قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى
وَأَوْلاَدَ زِنًى، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ).
6__الاعتقاد بان الله غير معصوم من الخطأ:
حيث جاء في التلمود صفحة74 (إن تعاليم الحاخامات لا
يمكن نقضها ولا تغييرها حتى بأمر الله).
_7_الاعتقاد بأن الله يحتاج لأحد الحاخامات كي يحلله
من إيمانه:
حيث جاء في التلمود أن الله يستشير الحاخامات على
الأرض عندما توجد مسألة عويصة لا يمكن حلها في السماء.
بعد استعراض جذور انحراف الشخصية اليهودية
نستغرب كيف يتسابق المسلمون لكسب ود اليهود، والأغرب أن من كبار علماء المسلمين هم
أنفسهم من يروجون أن اليهود أهل سلام ومحبة.
إن التعامل مع اليهود يتطلب منا أن نقرأ قرآننا
جيدًا حينما يتحدث عنهم، ثم نقرأ ما كتبوه بأنفسهم، كي نتأكد أن كلام الله لا
يخالف الواقع، فالقرآن وصفهم بما فيهم من قبل كثر من 1400 سنة، فاعتبروا يا أولى
الألباب.