عزيزتي حواء لا تقرأي هذا المقال
لا تنفك
المرأة من ابداء انزعاجها من المجتمع الذي يقف بكل قوة ضدها، ومع "السي
سيد" الذي حسب وجهة نظرها يمنحه المجتمع إذن مفتوح ،يفعل ما يشاء، وقتما يشاء
،كيفما يشاء.
حسب
قناعتي ،هذه نظرية ليست صادقة على اطلاقها، بل من خبرتي المتواضعة في الحياة ،فإن الكثير من
مظاهر التمييز ضد المرأة تبدأ من المرأة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما ان
التمييز قد يكون دافعا للعنف الذي ليس بالضرورة أن يكون عنفاً مادياً جسدياً، بل
قد يكون عنفاً معنوياً ونفسياً واجتماعياً، وسأذكر
لكم بعضها:
لو أن امرأة x سألت z بعدما عرفت أن z حامل :
فحصتي ، شو نوع الجنين ؟ لو كانت الاجابة (لسا) رغم أن السؤال يكون في الزمن الذي
يمكن معرفة نوع الجنين، فاعلمي أن المولود ذكر، ولو كانت الاجابة ( آه) مع تنهيدة
، فاعلمي أن الذي في البطن هو انثى، وحينما تعلم المرأة أن ما بطن الاخرى هو
"ذكر" تقول لها ما شاء الله، ولو علمت أنه " انثى " تقول
يالله كله منيح، أليس هذا تمييزا ؟
تُبدي المرأة مشاعر التعاطف الجياشة مع امرأةٍ اخرى بحكم أن قطار
الزواج قد فاتها، لكن حين يخبرها زوجها برغبته الزواج من اخرى تستشيط غضباً، أليس
هذا تمييزا؟.
تذهب امرأة لتخطب لابنها، فحينما تعود، يسألها الأهل، كيف العروس؟ فلو
قالت "الله يستر عليها" اعرف أنها لم تعجبها، ولو قالت ما شاء
الله" تأكد أنها اعجبتها.
تذهب المرأة لتخطب لابنها فيطلبوا مهراً تظنه كثيراً وامور اخرى،
فتقول على شو ؟، وحينما يأتي خاطب لابنتها ، لا تنتهي قائمة الطلبات، أليس هذا
تمييزا؟
اغلب الحالات التي تتعرض فيها انثى للضرب من ذكر تكون بدافع من انثى
غيرها، وهنا يكون الرجل مجرد منفذ ، فقد يضرب زوجته تلبية لرغبة امه او اخته، والعكس.
لا ابالغ إن قلت أن حالات طلاق بين زوجين وقعت بسبب والدة الزوج أو اخته، خاصة إن كان الزوج ضعيف الشخصية، أليس
هذا تمييزاً؟
قد يقول قائل إن ما تفعله المرأة هو نتيجة سطوة العادات والتقاليد،
اتفق مع ذلك إلى حد كبير، لكن ألا تلعب المرأة دورا كبيرا سلباً أو ايجاباً في خلق
او انهاء أي طقس مجتمعي ؟ بلى .
اجمالاً فإنه رغم التمييز، تبقى الانثى انسان لها كل الحب والاحترام،
فهي التي تحمل وترضع وتربي وتعلم وتنشئ الأجيال، وهي رغم ما يصدر منها من أقوال وأفعال
نراها نحن معشر الرجال متناقضة وسلبية،
إلا انها نابعة من عاطفة خلقها الله، وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام "
(استوصوا بالنساء خيراً ،فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه)
وكما قال احد الحكماء (خلقت المرأة لنحبها لا لندرك سرها).