ما من شارعٍ تمُر به أو موقعٍ اجتماعي تتصفحه ،إلا وتجد إعلانات أن
مؤسسة ما تدعو الجمهور للإسراع في الالتحاق ببرامجها التدريبية التي تصفها
بالفريدة والنوعية، وتزين ذلك الإعلان بعبارات أنيقة ورشيقة ودقيقة وتستخدم
المؤثرات الجذابة ،وتلجأ لإعلاناتٍ مرئية " الفيديو" حيث يتحدث المتحدث
بلغة جميلة وطريقة خفيفة الظل .
حسناً، لكن، ما هي الدورات التدريبية؟ وإلى أي مدى تساهم في صقل
الشخصية ؟
الدورة التدريبية هي مجموعة لقاءات تتطرق لموضوع واحد، أو عدة موضوعات
يتلقاها المتدربين على هيئة سلسلة لقاءات لتزويدهم بمهارات مختلفة.
وبخصوص مدى مساهمتها في صقل الشخصية ،فالأمر متوقف على المؤسسة
والمدرب والمتدرب.
فهل تنظر المؤسسة للدورات على انها ربحية وفقط؟ ام انها تزاوج ما بين
الرسالة والمال ؟ وهل المدرب يمتلك المهارات المميزة ام انه صديق مدير المؤسسة أو
غير مؤهل؟ وهل ينظر المتدرب للدورة على انها وسيلة للترفيه و الحصول على شهادة
تضاف لسيرته الذاتية فقط ؟
كما أن المدرب له دور كبير في تقييم الدورة ، فحين يتعامل مع المتدرب
على انه قائد مستقبلي، فهذا يؤكد حرصه على مجتمعه.
أما المتدربين ،فمنهم يذهب للحصول على شهادة فقط تفيد بأنه تلقى دورة
ما دون أن تحدث اثراً ايجابياً في فكره وسلوكه، وهذا العبث بعينه، فلو كانت الدورة
برسوم، فقد أضاع ماله ووقته وجهده، وإن كانت مجانية فقد أضاع وقته وجهده وجهد
المدرب والمتدربين الآخرين.
يتعلم فنون الاداء وايصال الفكرة من خلال التركيز في المهارات التي
يستخدمها المدرب.
يكتسب المزيد من المعلومات.
يتعلم مهارات الاستماع للأخر والحديث واحترام آراء الآخرين.
تتوسع شبكة علاقاته حيث إن في الدورة اشخاص متنوعون.
يتعلم مهارات الالتزام بالوقت حيث إن الدورات تبدأ بوقت وتنتهي بوقت
أو هكذا يجب أن تكون.
على أي حال تبقى الدورات التدريبية فرصة لمن أراد التطور ، وهذا يتطلب منه جهدا كبيرا، وإلا فإنه سيعود بعد رحلة طويلة من الدورات " بخفي حنين"، فاحرص يا عزيزي ويا عزيزتي على ألا يقال لك " تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي".