إمتشاق القلم وكتابة رسالة الى الاحبة مَهمةٌ تحتاجُ لهمةٍ، ووصف ذكريات جميلة تحتاج الى حروف تليق بجلال الذكريات وعظمة من عشنا معهم ، والتعبير عن مشاعر الحب للمحبوب يلزمه تعلم فنون الغوص في بحر اللغة وبحر المحبوب وتضاريسه لايجاد الوصف المناسب.
وأنا الآن اكتب رسالة لحبيبةٍ عشت في بيتها مدة قصيرة، لكنها كانت عامرة بتفاصيل للاعجاب مثيرة ، ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساحرة حين رأتني، وحين تعمقت المعرفة بيننا ، جادت بكل شئ لاجلي، أطعمتني من طعامها وبيدها حتى شبعت، وسقتي من ماءها الجميل حتى ارتويت، وفتحت صدرها كي أنعم بما لذ وطاب من الأمن حتى أمنت، ومتعتني بمفاتنها حتى سُحرت، وسحرتني حتى ثملت، واني بما فعلته سُررت حتى غنيت ( ونسيت دائي حين جاء دوائي ... من ذا يقاوم نظرة السمراء) احتضتني في كل مراحل تقلب المزاج، وعوضتني كثيرا عن الاحبة .
كان لها دور رائع في تشكيل شخصيتي، حقنت عقلي بحقن الفكر والعلم، وشحنت جسدي بالهمة العالية، وفتحت عيوني على امور كثيرة كنت اجهلها.
وحينما تفرقنا غنيتُ ( لو اننا لم نفترق، لبقيت بين يديك طفلاً عابثاً وتركت عمري في لهيبك يحترق)، لكن مشيئة الله فوق مشيئة البشر.
وتسألني نفسي هل لها تشتاق؟ ، نعم اشتاق ، وكيف لا اشتاق ، فيا حبيبتي لك مني كل الحب والاشتياق، وسامحيني إن قصرت حروفي عن الوفاء لك ، فأنت قبلتي الاولى بعد قبلتي الاولى.
فيا اهل المملكة المغربية الاحباب ، يا من فردوسكم جبل على بحر على صحراء، اتمنى من الله العلي القدير أن يكتب لي ان ازورها قبل ان اوارى الثري كي اقبل جبينها واحضنها، واقول ها نحن قد عدنا يا ايام.