لقد قرر العدو الصهيوني خوض غمار المعركة بسلاحٍ قاتلٍ يلبس ثوباً ناعماً أنيقاً وجذاباً ويفتك بالإنسان بهدوء، وبعدما أيقن أن النظرية التي تقول بأن العلاقة بين الشباب والنهضة هي علاقة طردية، فكلما ارتفعت أسهم الاستثمار في الشباب، حصل المجتمع على أعلى نسبة للفائدة في النهضة، قد وجدت من يخرجها من قبر القول الى فضاء العمل، فخشي أن يسحب بساط التفوق من تحت قدميه، فأبدع في إيجاد ما يشبع غروره في تحقيق أحلامه بتدمير عماد الأمة، فكانت المخدرات، وعرف أن خير ما يبدأ به حربه الجديدة ضدهم هم الشباب، كي يصيب الأمة في مقتل، فاستهدفهم لأنهم القادرون على لعب دور البطولة في عملية التحرير والنهضة، فحينما ترتفع نسبة المدمنين تتعطل عجلة النهضة، وتتقزم الأحلام، وتصبح الغوالي رخيصة أمام وجبة مخدرات.
إن من أبشع الحروب التي يُمارسها العدو
هي إسقاط أبناء شعبنا في وحلِ المخدرات، مستثمراً الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب
الفلسطيني، وعازفاً على وترِ الاحتياج، ليجتاح قصرَ الأسرار، وينالُ من عزيمةِ
الشعب والمقاومة، ومعرفة خباياها، ولأن قوةَ تحمل البشر متفاوتة، فقد يَنجر البعض
لإقناعِ نفسه بجدوى التصديق، رغم إدراكه أن المتعة الزائفة ستزول، وسيصحو يوماً
ليجد أن العار يلازمه مثل الظل، وحينها سيكتشفُ أن إمبراطورية الشهوات والإغراءات
التي أوقعته في الرذيلة ، ليست جديرة بالاحترام.
إن الدور الذي يحتاجه الوطن منا جميعا،
هو أن نقتنع تماماً بأن لكل منا حلقة في مسلسل الاستهداف، مع اختلاف وسيلة
الاستهداف وحجمه وتوقيته، فالعدو لا يكل ولا يمل من محاولات تدميرنا، وخاصة الشباب
فهو يوعز لعملائه بتزيين المخدرات وتسهيل إيصالها للشباب ليتمكنوا من استخدامها
بكل سهولة ويسر، وحينما يقعوا في قبضتها يكشف العدو عن أنيابه، ويطلب من المدمن كل
شئ، وحينها لا يملك المدمن إلا الطاعة .
لذا يجب أخذ العبر من هذا المسلسل،
لإبطال سيناريوهات المرحلة القادمة من المعركة، ويجب أن نعلمَ جميعاَ أن
الاستجابةَ لرغباتِ النفس بالبقاءِ في سجلاتِ الأحياء ،على حسابِ الكرامةِ والوطن،
ليست مبرراً لطاعة الشيطان، مهما كانت الأسباب، والذي يجب فهمه في هذا الإطار، أن الصراعَ
مع العدوِ مفتوح ، فهو لا يترك عملاً مهما وصلت قباحته ووقاحته، إلا ويمارسه،
مُستنداً إلى نظرية قمة في الإجرام " الغاية تبرر الوسيلة"
واعلمي أختي الشابة وأخي الشاب أن وجودك في هذا
الكون يتطلب منك أن تكون صاحب موقف متطرف لصالح الوطن وضد العدو وأساليبه، وأن كل
منا على ثغر فلا يؤتين العدو من قبله، ولا نكون ممن يسمح للعدو بصناعة الانتصار
على حساب دينهم ووطنهم وأخلاقهم ، ولنبادر لصناعة الانتصار بكل تفاصيله، ونغلق
قاعة المتفرجين لأننا مللنا فيها ومنها حتى اشتعل القلب مللا.