يظن بعض الذين وفقهم الله لأن يكونوا ذات
يومٍ ، ذات شأن، وأن يتقلدوا منصب أو مسئولية، ويحققوا بعض طموحات الشعب، بأن هذا الإنتاج
سيبقيهم على عرش الطهارة ، ويقيهم من العواصف التي قد تهب عليهم يوماً إذا انحرفوا
عن الصواب، ولم يخطر ببالهم انه كما أن الإسلام يَجُبُ ما قبله ، فإن الانحراف الممنهج
يَجُب ما قبله من حسنات ،لأن العبث بالحاضر انطلاقا من العزف على انجازات الماضي ،
سيؤدي حتماً إلى مستقبل مجهول.
النوم في احضانها ... متعة
هذا الحال ينطبق تماماً على بعض القيادات
الفلسطينية التي تحتكر صناعة المستقبل الفلسطيني حسب ما تقتضيه مصلحتها وحسب ما ينسجم
ذلك مع الدول المتآمرة على قضيتنا، التي لازال البعض يعتبرها حريصة على قضيتنا، وهي في الاصل تسعى لضياعها
لصالح العدو الصهيوني.
حينما نسمع بعض القيادات الفلسطينية تكرر
التزامها بالاتفاقيات التي وقعت مع العدو الصهيوني وتنفذها بحذافيرها نشعر بالخيبة
واليأس، خاصة ان العدو لم ينفذ ولو جزءاً بسيطا جدا من تلك الاتفاقيات، فمنذ اتفاق
اوسلو حتى الان لم نحصل كفلسطينين على ما تم التوقيع عليه، والسبب ان القيادة الفلسطينية
ذبحت كل اوراق القوة امام اعتاب البيت الابيض الذي اوهم الحكام العرب بانه حريص عليهم.
وحينما قال الشعب لكلمته وفوض امره لله
ثم للمقاومة تحالفت عليه الذئاب والكلاب من اجل اسكات صوته فكان حصار غزة وشن الصهاينة
3 حروب خلال 5سنوات حرقت فيها الاخضر واليابس.
والان ونحن نعيش اجواء المصالحة فبدلاً
من البدء بتنفيذ بنود اتفاقيات المصالحة الموقعة بين فتح وحماس خلال سنوات عدة ، يخرج
علينا طرفٌ بشروطٍ جديدة كلما اقتربنا من المصالحة الحقيقية ، واضعاً العصا في الدولاب
ليخرج من المأزق الذي وقع فيه، حيث أنه لم يتوقع
ان تكون حماس كريمة لهذا الحد ، ويعتبر المصالحة مع حماس قد تضعه في تحدي مع دول
لا يرغب في معاكستها.