في الوقت الذي يتصارع العرب فيما بينهم ويغرقون في وحل مشاكل مصطنعة _ و التي كان لإسرائيل دور برز في صناعتها أو استمرارها_ تتسلل اسرائيل بهدوء الى قارات الدنيا تقتحم جغرافيا الدول، لتقيم علاقات معها وتوظفها من اجل خدمة اجندة سياسية، وتطرق كل باب وتدخل إن سُمح لها بالدخول، ولا تهتم باي اعتبارات شكلية في علاقاتها مع الاخرين مثل اللون والجنسية والجنس والدين، طالما انهم سيخدمون (دولة اسرائيل).
فلو لاحظنا ان اسرائيل التي تفتح عينها على المنطقة العربية وتسعى لإقناع الانظمة بضرورة التطبيع معها، لا تغمض عينها الاخرى عن الدول الاخرى خاصة في افريقيا، ولها في هذا مآرب شتى، سياسية واقتصادية وأمنية تسعى لتحقيقها جميعها في آن واحد ، فوفق خبراء فهناك أسباب تدفع الاحتلال لهذا التوسع:
1_ تشويه المقاومة وربطها بـ"الإرهاب" مستفيدا من ضعف وعي وفهم النخب السياسية الإفريقية لأبعاد القضية الفلسطينية.
2_ البحث عن كسب تأييد الأفارقة في المحافل والمنظمات الدولية فالصفعة الأخيرة التي تلقتها "إسرائيل" من مجلس الأمن الدولي جاءت بعد تقديم السنغال مشروع قانون يجرم الاستيطان صادق عليه المجلس.
3_ مواجهة التأثير العربي على الاتحاد الإفريقي ومحاصرة الدّول العربية وحماية أمنها القومي .
4_ الاستفادة من السوق الإفريقية والرفع من حجم التبادل التجاري معها الذي لا يزال ضعيفًا، وهو ما كشفه معهد الصادرات "الإسرائيلي" سنة 2016: تُمثّل صادرات "إسرائيل" نحو دول القارة 6% فقط من إجمالي الصادرات "الإسرائيلية..
5_ التخوف من نفوذ إيران التي تقدم مساعدات تنموية في مجالات التكنولوجيا، ومجالات الطاقة والتنقيب عن البترول والاستكشافات البترولية، وصيانة معامل تكرير النفط، والصناعات البتروكيماوية والغاز، وتنمية القطاعات الزراعية والصحية وإنشاء السدود، بالإضافة إلى تصدير النفط لبلدان القارة الأفريقية بأسعار رخيصة مقارنةً بالسوق العالمية.
6_ التخوف من دور تركيا التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالقارة الإفريقية، وسياستها تنطلق بأنّ النصف الثاني من القرن الحالي سيكون عصر إفريقيا الحقيقي، حيث تضاعف حجم التجارة التركية مع إفريقيا إلى 67 مليار دولار وفق آخر الإحصائيات، ووصل حجم الاستثمارات التركية في إفريقيا إلى 6 مليارات دولار.
لكن رغم ما للتعاون مع إسرائيل من مزايا، فهذا لا ينفي وجود هواجس قد تكون حاضرة في حسابات صناع القرار بالدول الإفريقية، هو الهاجس الأمني باعتبار أن التّطبيع مع "إسرائيل" باعتبارها دولة معادية في نظر قطاعات واسعة من المسلمين قد يجعلها مستهدفة من الجماعات المُسلّحة ذات المرجعية الإسلامية، وقد يكون ذريعة لفتح جبهات ضد هذه الأنظمة المُطبّعة، خاصة في المناطق ذات الأغلبية
المسلمة