الاسرة بين الماضي والحاضر والمستقبل

هل ثمة من يأبى النجاح ؟ الواقع يقول نعم، وأنا أتفق، إنهم الذين يسيرون في الحياة بلا هدفٍ ولا خطة، ويتمنون على الله الأماني، وينسون أن ما نيل المطالب بالتمني ،فأراحوا أنفسهم من عناء الاجتهاد.

في لقاء بعنوان " كيف تخطط لحياتك؟ في جمعية عطاء برفح ، أكدت مدربة التنمية البشرية ولاء أبو سنجر أنه : ( لو تتبعنا الناجحين لوجدناهم استخدموا أدوات ساعدتهم للوصول للنجاح ، فهي المرشد إلى سواء السبيل، وكمقود السيارة، أيعقل أن تسير السيارة بلا مقود؟ ومن أهم الادوات " الخطة")، فما الخطة ؟ وكيف تساهم في تحقيق النجاح ؟

الخطة كما يعرفها علم التخطيط :" تقريرٌ يُكتب لعملٍ مُستقبلي مُحدّد لتحقيق هدفٍ أو مجموعة أهدافٍ مُعيّنة في وقتٍ زمنيٍ مُحدّد، بحيث يشرح بالتفصيل ما يجب فعله، ومتى، وكيف سيتم ذلك، ومن سيقوم به، ويشمل التقريرُ الحالة المتوقّعة، والأفضل، والأسوأ ".

وتشريحاً للتعريف السابق يتضح أن الخطة تنم عن رغبة عند الإنسان لتحقيق تقدم في حياته على صعيدٍ واحدٍ أو أكثر، وتفيد بأن الإنسانَ واثقُ الخطوةِ يمشي في الحياة، وهي ليست بعيدة عن قول الله عزوجل " أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "، والمتأمل في ما وراء كلمات هذه الآية يلحظ أنها جاءت على صيغة تساؤل ومقارنة بين متناقضين " مكباً " و"سوياً " ، تفيد الأولى أن الإنسان يعيش حياته " على البركة" ، بينما الثانية تفيد بأن الإنسان يسير وفق خطة ورؤية.

وبالعودة الى "هل لديك خطة ؟ إن كانت الاجابة نعم" ، فأتمنى لك التوفيق، وإن كانت " لا " فهل لأنك لا تريد؟  أم لأنك لا تعرف ؟ إن كنتَ لا تريد، فأنت مخطئ، وإن كنتَ لا تعرف، فإليك بعض النصائح:

استعن بالله .

حدد هدفك كي تحدد وسيلتك، فلكل هدف وسيلة لتحقيه.

اقرأ عن أهمية  وكيفية وضع الخطة.

ضع خطة مدونة وأهداف للمراحل الحياتية حسب الأولويات.

اجعل الخطة شاملة مناحي حياتك كي تبعد عنك شبح الملل .

لا تبالغ في أهدافك ، فمعرفة قدراتك مهم.

قسم الأهداف الى مراحل حسب الزمن.

تابع نشاطك باستمرار، ووثق المُنجز من الأعمال، وقيّم اداءك كي تعرف النتائج.

لا تلتفت للمحبطين ولا تستعجل قطف الثمار.

 

أختمُ ببعض الأفكار التي قد تصلح لتكون ضمن خطتك:

القرآن والأحاديث حفظاً وفهماً وتطبيقاً.

القراءة المنوعة والمتخصصة، و تعلم لغة أجنبية.

العلاقات الاجتماعية والتعرف على شخصيات جديدة.

الرياضة.

المشاركة في الفعاليات العامة .

الدارسة الجامعية وتلقي دورات تدريبية، تعلم برامج الحاسوب.

بناء بيت والزواج.

اعطاء دورات ولقاءات تدريبة.

افتتاح مشروع تجاري أو شراء سيارة.

السفر .

الحصول على رخصة قيادة.

التخلص من العادات السلبية.

أختم بما قد يسأله سائلٌ: ما الخطة الاكثر فائدة للانسان ؟

أظن أن الخطة السنوية هي الأقرب، فهي تتيح له المجال لتحقيق الكثير من أهدافه وطموحاته، وتعيينه على تعويض ما قد يعيقه من طوارئ .