recent
أخبار ساخنة

القدس في عيون الاعلام العربي

لأن الفكرة المُقدسة يلزمها أفعالاً مقدسة ، فإن على مُدعى الإنتماء لعالم الحق التشبع بمبدأ التضحية من أجل المقدس، وإلا ستخلو المرافعة من دسمِ الانجازات ، وستُصاب الفكرة المقدسة بالشللِ الرباعي، وستسيرُ اللغة على خمسين قدماً حاملةً في قاموسها أوصافاً لا حصرَ لها ،لأمةٍ كانت نادرة في بطولاتها ، وبقيت نادرة ، لكن دون بطولات ، وتضعها أمام الأجيال اللاحقة ، وتخبرهم بما فعل أسلافهم في مسرى رسول الله.

تحت شعار " يوم الاعلام العربي " اعلام واحد.. وطن واحد.. من اجل عروبة القدس، وفي تمام  الساعة 11 صباحا من يوم الاحد الموافق17_12_2017، وبمشاركة عشرات المحطات العربية الرسمية والخاصة، إضافة للفلسطينية، بدأت تظاهرة إعلامية عربية موحدة نصرة للقدس، ورفضا لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، واستمرت حتى التاسعة مساء من ذات اليوم، أي (10 ساعات فقط)  تم  خلالها استضافة  عشرات المتحدثين الفلسطينيين والعرب في مختلف المجالات، وكان الهدف منها كما قال منظموها ( إرسال رسالة رفض من فلسطين والأمة العربية والإسلامية لإعلان ترامب، إعلان من لا يملك لمن لا يستحق(.

الفكرة رائعة ، خاصة أن الإعلام وهو أحد أهم الاسلحة في العصر الحديث لمن يحسن استخدامه، وتنم  عن حرص ووعي بضرورة استخدام سلاح الاعلام في مواجهة الظلم، لكن هل هذا يكفي؟

قبل الاجابة ، علينا التجول في الفضاء الاعلامي العربي ، وبعدها نحكم ، فلو علمنا أن ( مجموع القنوات في المنطقة العربية بلغ اكثر من (1000) قناة مختلفة الاهتمامات، منها 323 قناة جامعة و124 قناة غنائية و152 قناة خاصة ببث الدراما والمسلسلات و170 قناة رياضية و95 قناة دينية و86 قناة إخبارية و26 قناة أطفال و 9 قنوات ثقافية و16 قناة وثائقية و17 قناة تعليمية و16 قناة خاصة بالأسرة و4 قنوات سياحية و19 قناة اقتصادية، إلى جانب 248 قناة ربحية خاصة بالدعايات والإعلانات و7 قنوات ذات اختصاصات متنوعة أخرى ) ، سنحزن  جداً ، وحينها تعرف الاجابة ، بأنه  عار من العيار الثقيل ان نخصص عشر  ساعات  اعلامية  فقط من هذا الفضاء الواسع لنصرة القدس .

إن استخدامات الاعلام بكافة فروعه( مسموع _ مقروء _مكتوب)   كثيرة ومؤثرة، ويمكن أن نوظفها لخدمة قضية القدس وعلى مدار  الساعة ، فلو تم التنسيق بين كل مكونات الاعلام العربي وتخصصاته وتوجهاته من أجل تخصيص  ساعة يومياً من برامجها للحديث عن القدس  بكل مكوناتها وتفاصيلها ،على اعتبار ( أن قليل دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع) اما ان نخصص عشر ساعات فقط  في المناسبات، بينما باقي العام يتم الاقتصار على فضائيات معينة ، ونقول _لم يكن بالإمكان افضل مما كان_ فهذا مر مشين .

أفكار ووسائل خدمة القدس كثيرة  وهي خاضعة لمعايير الزمان والمكان، فلا عُذر الآن ، لأحد مسجل على قيد الحياة ، ويتنفسُ من هواء الكون ، ألا تستفزه الأحداث والمواقف التي تُثير في النفسِ شهوة الحقد على كل مفرداتِ الأمل القادمة من بلادِ الأفاعي ، لما فيها من مرارة تضاف إلى سجل القهر والحرمان الذي تحياه الأمة ، لأن برودة الإنسان أمام سخونة المشاهد تُقلل من قيمته كإنسان، وتفتحُ شهية الذئاب لإلتهام ما تبقى من كرامة، ولأن الواجب الموكل إلينا كبير، ولأن الرغبةً بالمحافظة على المقدسات تدفعُ للاستماتة في الدفاعِ عنها، يجب على كل إنسان الاستعداد جيداً للدفاع ، فالقدس تستحقُ التضحية.

اشترك في قناتي تيوب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

google-playkhamsatmostaqltradent