recent
أخبار ساخنة

الشهادة الجامعية والسعادة الزوجية

 


يُقال بأن السعادةَ الزوجية " زي البطيخة" لا تعرف ما بباطنها من لونٍ أو طعمٍ أو رائحةٍ إلا حين (تضربها سكينة) وتفتحها، فقد تكون وبرغم كبر حجمها، أو جمال شكلها،" مش  مزبوطة".

وكي نحسم أمر البطيخة ونقول عنها " حلوة وزي العسل" يجب توفر عدة مقومات ليس أفضلها _حسب علمي_ تخرجها من أفخم المزارع وحصولها على شهادة " High qualit ".

 وبالعودة لعنوان المقال، فلا شك أننا في رحلة الحياة القصيرة نرغب بتحقيق أقصى قدر ممكن من السعادة الزوجية، ولكل منا معايير بينها قواسم وقواصم، وهذه الرغبة تدفعنا للبحث عما يعيننا على ذلك.

ونظراً لأن رحم الطقوس المجتمعية كريمٌ وولودٌ، فقد ولدت لنا ما أصبح مطلباً مجتمعياً "بدي عروسة معها شهادة جامعية "، نظرا لتطور الحياة وفتح المجال للنساء في التعليم والعمل أصبح من ضرورات زواج الفتاة هو حصولها على شهادة جامعية لأسباب كثيرة منها الحصول على فرصة عمل كمقدمة لحضور " عريس ابن حلال".

فهل يمكن اعتبار الشهادة الجامعية أساس السعادة الزوجية؟

ابتداءً، اشتراط الإقتران بشريك العمر بضرورة حصوله على شهادة جامعية هو شيء جميل، لكن وبرغم جماله، ولا يمكن اعتباره "البيضة التي ترجح كفة الميزان"، فبعضنا يُغلفُ مَطلبه برغبته في أن تكون "أُم العيال" مُعلمة لأولاده فتقيهم حرارة الجهل وتعلمهم وتؤدبهم، وبعضنا يرغبها " ذات شهادة وتخصص مطلوب " كتخطيط مستقبلي بأن تحصل على وظيفة وبالتالي يحدث " رخرخة " في وضعه المالي، وآخرون يرغبونها من باب "البرستيج".

ثم لا بد من التفريق بين من يحمل عِلم ومن يحمل شهادة، فلا إنكار ما للعلم من دورٍ كبيرٍ في تحقيقِ السعادة، فبالعلم يعرفُ كل طرفٍ ما له من حقوقٍ وما عليه من واجبات، والتأكيد ضروري على أن ليس كل من حمل شهادة حمل علماً.

إن التجارب القادمة من وحي الواقع والمحاكم ولجان الإصلاح  تقول بأن الشهادة الجامعية ليست عاملاً أساسياً في تحقيق السعادة الزوجية، بل هي عامل مساعد،  كما في اللغة الإنجليزية يوجد فعل أساسي وفعل مساعد، فالفعل الأساسي لا تصلح الجملة بدونه، أما الفعل المساعد فتصلح، بدليل أن  أُسراً لا بأس بها حصل الزوج والزوجة فيها على شهادة جامعية لكن سعادتهم في حدودها الدنيا، والعكس فقد تجد أُسرة أحدهما أو كليهما لم يحصلا على شهادة جامعية، لكنها تعيش في سعادة وهناء.

كما أن التصديق المطلق بنظرية الشهادة الجامعية تحقق السعادة الزوجية ينفي وينسف جهود الرجال والنساء القدامى اللواتي تزوجن وعشن حياة زوجية مثالية رائعة وأنجبن دون أن تدخل إحداهن المدرسة أو تمسك كتابا أو قلماً، وربما لو مسكته ستمسكه بالمقلوب.

أخيراً: " لقد وقعنا في الفخ "سيكون هذا أقرب توصيف سيقوله تصريحا أو تلميحاً من ظن أن الشهادة الجامعية هي بوابة العبور للسعادة الزوجية.

فيا أحبابي الكرام: اظفروا بذات الدين تكونوا من السعداء.

ملاحظة  :الحديث ينطبق على الجنسين.

 

 

 

اشترك في قناتي تيوب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

google-playkhamsatmostaqltradent