recent
أخبار ساخنة

الحياة الاجتماعية في عصر فايروس كورونا

 


نعم، يحدث أن نقرأ أو ننجز بحثاً أو كتاباً عن احدى جوانب الحياة في فترة زمنية معروفة قديمة أو حديثة مثل الحياة الاجتماعية قبل الاسلام أو في صدره أو في منطقة معينة، فمعالم المرحلة معلومة.

لكن أن نكتب أو نقرأ عن احدى جوانب الحياة في عصر فاعلٍ لا يُرى بالعين المجردة ،فهذا شيءٌ يستحق التأمل، إذن أنت تعيش في عصر" كورونا ".

لكل شعبٍ طقوسٌ معينة يستجيب لها بنسبة تصل للتمام والكمال ويمارسها وفق مقتضيات الزمان والمكان، ،سواء من باب "أهواك ومش عايز أنساك "،أو من باب " مجبر اخاك لا بطل "، ولطالما ناضل كثيرون ضد بعض الطقوس وطالبوا بالتحرر منها باعتبارها لم تعد صالحة، لكنها بقيت تتمدد ولم تعرهم هي وأنصارها أي اهتمام، حتى جاءها كورونا وألغاها بكل هدوء

فمن كان يسير ممسكاً بيد خطيبته أو زوجته تعبيراً عن الحب بينهما، صار من دواعي الحب بينهما ألا يمسك أحدهما يد الآخر، ومن كان يعطس بينهم أحدهم " شمتّوه " وفق الهدى النبوي، صاروا الآن" يشتموه " وفق منطق كورونا، ويهربوا منه قائلين ( شو مقعدك عنا يا زلمة ،،قوم )وقد كنتُ شاهداً على حدث من هذا القبيل.

في الخليج ومما هو متعارف عليه (السلام بالأنف)،وفي المغرب حيث عشت فترة الدراسة الجامعية فقد كان السلام  في غالب الأحيان باليد وبالقُبل على الخدين بين الجنسين حتى لو لم يكونوا اخوة في الدم، وفي بلاد غيرها كان السلام باليد أو العناق خاصة لو كان اللقاء بعد فراقٍ طويل، لكن مع كورونا اختلف الأمر واختفى هذا الكرم والاحتفاء ، واكتفينا بالسلام الهندي ،أو  هز قبضة اليد في الهواء قبل وصول الشخص الآخر، أو وضع اليد على الصدر تجنباً للعدوى.

والمعروف أن أيام الخميس والجمعة والسبت هي أيام اجازات رسمية مع اختلافها بين الدول ،وهي فرصة للتنزه والرحلات وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء والمشاركة في المناسبات الإجتماعية من حفلات زفاف واشهار وأيام ميلاد والذهاب لدور السينما ،لكن فايروس كورونا قال "خليك بالبيت" كما قالت النملة لصديقاتها حين شعرت بمرور سيدنا سليمان "ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ"، فقال الجميع " سمعاً وطاعة".

منذ ظهور كورونا للساحة مرت الدنيا بأيام دولية مثل يوم المرأة ،ويوم الأم، السعادة العالمي، والمسرح، والأرصاد الجوية، واليوم العالمي للسل، واليوم العالمي للمياه، والمعروف أنه في هذه الأيام تقام الاحتفالات والمهرجانات ، لكن فايروس كورونا قال ( كش مفش).

رغم أن فايروس كورونا غير الكثير من الطقوس التي لا لزوم لها، إلا اننا نسأل الله ألا يطيل في عمره ، فقد استلهمنا من المخلوق الضعيف عبروعظات قوية، وآمنا ب" يوضع سر بأضعف خلقه" وبالقول الرباني " وما يعلم جنود ربك إلا هو"، فاعتبروا يا اولى  الألباب والأبصار والدولار.

 

اشترك في قناتي تيوب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

google-playkhamsatmostaqltradent