recent
أخبار ساخنة

السر الجذاب في مقدمة الكتاب




السر الجذاب في مقدمة الكتاب

مصطفى محمد أبو السعود

هب انكَ ترغب بالحصولِ على شيءٍ ما، من شخصٍ ما، وترغب بأن يحالفك النجاح في مَهَمَتك، ماذا عساك أن تفعل؟

المؤكد أنك ستجتهد لتكون مقدمة حديثك "حلوة وزي العسل " حتى تضمن أن يهز من تُحدثه رأسه من أعلى إلى أسفل، وتعابير وجهه تقول " أبشر أبشر، فش مشكلة ".

ما ينطبق على مقدمةِ الحديثِ ينطبقُ إلى حدٍ كبيرٍ على مقدمةِ الكتاب، باعتبارها أهم معايير الحكم على جودة الكتاب بجانبِ الخاتمة والفهرس، حيث يحرصُ الكاتبُ على أن تكونَ مقدمة كتابه كما مدخل بيته، جميلة ليتشجع الزائر ويكمل الزيارة، وإلا سيختلق ألف عذر للمغادرة.

فالمقدمةُ الجميلةُ تلعب دوراً كبيراً في أن يجدَ حديثك قبولاً عند المستمع والقارئ، لذا لا بد لها أن تكون واضحة ومنطقية ومتسلسلة الأفكار.

والمقدمة مثل حديقة المنزل ولصاحبها زراعتها ما يشاء من أشجار وأزهار، كما إنها ليست قالباً جامداً، بل قالباً مرناً، يذكر فيها  الكاتب ما لذ له وطاب من أسراره وأفكاره وانفعالاته وتوقعاته ودوافعه للكتابة، ويسرد ما يخدم فكرته من حيث تفاصيل ظهور الفكرة وكيف اختمرت  في عقله، ومن قال له عنها Nice) )، ومن قال له (Not good)، ويذكر المعيقات التي واجهته وكيف تغلب عليها حتى خرج مولوده الفكري إلى حيز الوجود.

قد يرى البعض أن المقدمة  يجب أن تكون غامضة وقصيرة لأن الإيضاح والإسهاب فيها يفقد القارئ متعة إعمال عقله واكتشاف مقاصد الكاتب الخفية ومعانيه التي في بطنه، اتفق واختلف في ذات الوقت، مع التأكيد على أن الأمر يعتمد على طبيعة الفكرة، فقد يلجأ الكاتب لمقدمة طويلة خاصة في أول اصدار له ليشرح للقراء منهجيته، لكن باقي الاصدارات فلا داعي للإطلالة، ثم أختلفُ مع هذا الرأي على اعتبار إنه قد يخلق سوء الظن عند القارئ، وربما بل والمؤكد أن الكتاب سينتشر في حدود زمنية وجغرافيا لن يتمكن الكاتب من الوصول لها وتفسير ما في عقول القراء من تساؤلات، وإن التوضيح غير الممل يخلق نوعاً من التحفيز لدى القارئ للاستمرار في القراءة.

ثمة أمر آخر أود التطرق له، هل نشر بعض ما جاء في الكتاب على مواقع التواصل يخدم الكتاب أم لا ؟

يرى البعض أن ذلك قد يحفز ويشوق القارئ لانتظار العمل تماماً كما تفعل الفضائيات حيث إنها تعرض مشاهد من مسلسلاتها وكأنها تقول للمشاهد" خليك هنا خليك"، بينما البعض الآخر يرى فيها كشف هيبة العمل وحرقه، شخصياً، لا أنتمي للرأي الثاني.

أخيراً: أقولُ لمن كانت مقدمة كتابه لطيفة وظريفة كما المضيفة، وكانت خاتمته جذابة وشهية وطرية وتفتح النفس "ميقلقش"، أنت في المسار السليم.

اشترك في قناتي تيوب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

google-playkhamsatmostaqltradent