الفوائد الذهبية في المخيمات الصيفية
مصطفى
أبو السعود
يُحكى
أن ثلاثةَ أشخاصٍ ذهبوا إلى دولةٍ ما، عاشوا نفس المدة الزمنية، ولما عادوا
لوطنهم، سألهم الناس، كيف الدولة التي عشتم فيها؟
رد
الأول مادحاً ما فيها، أما أوسطهم "ما خلى حاجة عاطلة إلا حطها في الدولة"،
بينما قال أقسطهم: فيها ما يستحق المدح، وفيها ما يستحق القدح.
قد
يقول قائل، ما علاقة المقدمة بالعنوان يا أبو صطيف؟
عزيزي
القارئ عزيزتي القارئة:
الفكرة
تمهيد للحديث عن المخيمات الصيفية التي ينظر لها البعض على أنها ( فولصو وكلام
فاضي)، بينما يراها آخرون أنها( فرصة ذهبية)، فما قاله الثلاثة عن الدولة التي
عادوا منها، يقوله المشاركون في ذات المخيم عنه حين يعودون منه.
قبل
أن ينتهي العام الدراسي تبدأ المؤسسات المجتمعية بوضع خطط لمخيماتٍ صيفيةٍ، ويجتهد مسؤولو المؤسسات في
تصميم برنامج جذاب لمخيم صيفي يستطيعون من خلاله كسب ود الجمهور، فيجتهدون أيضا في
الإخراج والتنفيذ حتى يصفق الجميع لهم ويقول (Very
Nice) .
وعبر
مسيرة حياتي تشرفتُ بالمشاركة في مخيمات صيفية داخلية وخارجية بالمملكة المغربية،
ولا أُخفي أنها لعبت دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتي بما أضافته لي من مهارات ومعارف،
وهذه الفائدة جعلتني أصنف نفسي ممن يرى في المخيمات الصيفية فرصة ذهبية، وهذه
أسبابي، فهي :
١_تسثتمر
وقت المشارك بدل أن يقضيها في الشوارع بلا جدوى.
٢_
تكتشف مهارات وميولات المشارك ، وتنميها خاصة إن كان المخيم الصيفي نوعي تخصصي.
٣_
تساهم في تقوية طلاقة الحديث عند المشارك حيث تتاح له فرصة للحديث أمام الآخرين.
٤_
تكتشف القدرات القيادية لدى المشارك التي تظهر عليه من خلال الأنشطة، فحينما توكل
له قيادة مجموعة تظهر قدراته في التصرف والقيادة.
٥_
تُساعد المشارك على تكوين معارف وصداقات جديدة، وربما تدوم هذه الصداقات.
٦_
تساعد المشارك أن يتعرف على مناطق جغرافية جديدة من خلال السمع والرؤية، على اعتبار أنه سيتعرف
على أناسٍ جدد من مناطق مختلفة.
٧_
تسهم في أن يتعلم المشارك الاعتماد على النفس، فهو سيقضي ساعات عديدة بعيداً عن
الأسرة، فمطلوب منه أن يرتب مكانه ويهتم بنظافته الشخصية.
٨_
تؤسس لأن يتعلم المشارك التعاون والانضباط والإيثار فهو سيكون ضمن فريق وسيلتزم
بما سيتم الاتفاق عليه، وعليه ممارسة طقوس معينة في ساعات معينة.
9_
تُكسب المشارك طقوساً وعادات جديدة، على اعتبار أن لكل عائلة ما يميزها عن غيرها،
فهو سيتعلم من أقرانه.
10_سيتعرف
المشارك على الشخصيات الوطنية حيث انها ستزور المخيمات لالقاء محاضرات توعوية،
وللاطمئنان على سير البرنامج داخل المخيم.
11_
ستتعزز لديه قيم دينية و وطنية واجتماعية
لأن قادة المخيمات يحرصون على ذلك.
أن
تلك الفوائد قد يتم اكتساب بعضها في
مخيمات مغلقة وبعضها في مخيمات مفتوحة، وبعضها في مخيمات خاصة بجنس دون الآخر،
وبعضها مختلطة، وأي كان نوع المخيم، فالفوائد وأن قلت فهي مكسب ومع الوقت تتراكم
الفوائد.
إن
تلك الإيجابيات لا تنفي وجود سلبيات، فلا أنكر وجود مخيمات تساهم بشكل مباشر أو
غير مباشر في خلق جيل غير واعٍ، وتزرع فيه قيم سلبية مثل الميوعة والدلع والرقص
والاختلاط السافر، لذا على كل ولي أمر أن يسأل
باهتمام عمن يدير المخيم، فإن علم به صلاحاً، فلا يتردد في تسجيل أولاده
فيه، وإلا فالبيت أولى بالأطفال.س