في كتابه (قبسات من القرآن والسنة) يقدم الدكتور عدنان النحوي
شرحاً جميلاً للحديث فيقول " الحديث يبتدئ بالتوجيه ومخاطبة النساء يا معشر النساء..." إنه نداء
وتوجيه ونصح وانذار، لكنه حق مطلق ، فهو خطاب أولا
للنساء المؤمنات زمن النبوة الخاتمة، ثم للنساء المسلمات إلى آخر الزمان، ثم خطاب نذير لكل النساء ، فقوله " إن أكثر اهل النار النساء " فهذا حق ،،، لكن أي النساء،؟ فلا
يعقل أن يكن النساء المسلمات ، أما أن يكون جنس النساء من الكافرات والمشركات والمنافقات هو أكثر
أهل النار،، فهذه حقيقة كشفها الحديث.
ويستطرد النحوي : إن أمر الرسول للنساء بالتصدق والاستغفار
وحدهن في الحديث لا يعفي الرجال ، ويقر أن اللعن وانكار فضل الزوج هو طبع نسائي
عالمي ،وليس مرتبط فقط بالمسلمات.
وفي تعليقه على ( ما رأيت من ناقصات
عقل ودين ...) يقول " والذي أفهمه من منهاج الله، أنه لا يوجد في البشر عقل
لا يخطئ، فنقضان العقل يعني أنه ليس كاملاً مطلقاً، فهو إما أن يكون في أمر لا
يتبعه حساب كما جاء في أمر النساء، وإما أن
يكون في أمر يترتب عليه حساب ، فالآثام والمعاصي مثال على هذا النوع الذي يشترك
فيه الرجل والمرأة، أما نقصان الدين فهو " إما نقص نتج عن معصية فيترتب عليه مغفرة
اوعقاب "، وإما " نقص لا عيب
فيه مثل عدم تأدية المرأة واجباتها الدينية في فترة النفاس والدورة الشهرية ، فكلمة نقص لا تعني التحقير لكنها تقرير
لحقيقة ربانية " .
ويؤكد النحوي أنه وبالرغم من هذا
النقص تستطيع النساء بما جعل الله لهن من قدرات اخرى اأن
يغلبن الرجال ويذهبن بألبابهم، وكم اعترف الرجال بذلك، وحين يُغلب الرجل على عقله
ولبه من امرأة، فإنه يفقد شئياً من منزلته يؤاخذ عليه لآن الغلبة هنا تعني التقصير
في الوفاء ببعض الالتزامات.
وفي النهاية يتساءل ( أين التحقير
للمرأة وأين انتقاص قدرها) ويؤكد ( لا يكون في موعظة النبوة تحقيرا لأحد من الرجال
والنساء) فحاشا وكلا أن يصدر عن نبي الرحمة قولا يسئ لمن قال في حقها في اخر عهده
بالحياة " استوصوا بالنساء خيرا " .