recent
أخبار ساخنة

إلى رجال السلطة الرابعة

حين تزدحمُ المصائبُ، وتقفُ في طابورٍ مُنظمٍ أمامَ بوابة الأماني ، وتَجعلُ من الحلمِ كابوساً، وتُغلقُ أكاديميةَ القيم ،وتصبح ضيفنا الدائم يأكل ويسهر وينامُ معنا، وحين تكثر التكهنات وتمشي الشائعات في الطريق تتبختر، وتجلس العقول حائرة في تفسير ما يحدث ، وحينما يفقد الانسان طعم الحياة ، و تتحول القيم إلى وهمٍ، وتُصبحُ جاهزةَ للبيعِ على مائدةِ الوهن ، فنحن إذن أمام إعلام رائع جداً في تقديم وجبات دسمة من الكذب والافتراء.

كلنا يعلم أن الإعلام هو من أهم ركائز المجتمع  لأنه الأقدر على الحصول على المعلومة ووضعها أمام الناس، ويتركهم يعتنقوا ما يرونه مناسباً لهم ، لأن السعي وراء الحقيقة وإظهارها ووضعها أمام الناس، تحتاج لأشخاص  يعرفون ما يريدون وكيف يحققونه وما يمكن ان يحدث لهم ، ويدركون أكثر ان مهمتهم ليست سهلة بل قد تذهب بحياتهم حيث يعلمون أو لا يعلمون.

ولأن الإعلاميين "بشر"  فقد رقصت الإغراءات أمامهم وأبرزت مفاتنها، واستطاعت أن تُحرج بعضهم مع مبادئه وتخرجهم عن آدابهم التي ذابت تحت بريق الامتيازات وأصبحوا يسبحون ببحر الحاكم ويُسبحُون بحمد من يدفع أكثر، ومنهم من رفض الامتيازات وتحمل ضريبة ذلك الرفض وأصر على البقاء عضواً شريفاً في نادي الإعلاميين الشرفاء  ملتزماً بتعليماته وتعاليمه المهنية الصادقة ويميل إلى الحقيقة دون أن يمل منها أو يميل عنها.

لقد استطاع بعض الإعلاميين أن يجعلوا الانسان في حيرة ٍمن أمره لدرجة وصل الأمر بأحد الناس أن يقول" إن الناس تريد من يفسر لها الأحلام أما أنا فأريد من يفسر لي الواقع" فما نشهده اليوم يشير بكل تأكيد إلى أن الإعلام له اليد الطولى في تفريغ عقول الناس من الحقائق ثم زرعها ببذور الكذب والافتراء ويرعاها حتى تفرخ وتصبح حقائق يعتنقها أصحابها ويدافعون عنها.

ولا شك أننا في فلسطين ندفع ثمناً باهظاً لانحراف الإعلام عن ميثاق الشرف الذي يعتبر القاطرة التي يركبها جميع الإعلاميين ، لان هذا الانحراف الإعلامي هو هدف سعى له الأعداء والمنافقين، ويبذلون من اجل تثبيت أركانه بكل قوة.

 فيا أيها الناس:

نحن بحاجة إلى من يرشدنا إلى الصواب، ولان إيجاد المرشد مهمة ليست سهلة لأنها تحتاج لشخص يحب المغامرة ولا يبالي بالعواقب ، فإن علينا أن نختار المرشد عن وعي وإدراك ، فلنبحث جميعا عمن يرشدنا إلى الصواب بعناية فائقة تفوق اختيارنا لأسماء أبنائنا، ولأننا نعيش في زمن تتناسل في الأحداث من ألف رحم بعضها فيه رحمة والأخر يخلو منها، ولا أب لها،  فإننا يجب أن نفكر جيدا قبل اعطاء الثقة لأي شخص نتوسم في الخير لأن يضع ما يحدث في العالم أمامنا دون زيادة أو نقصان.

ويا رجال السلطة الرابعة... أننا نحبكم

لأنكم الدليل الذي يسير أمامنا في حقل الأشواك ليخبرنا بأماكن الشوك  وكيفية تجنبه، وانتم مصباحنا الذي ينير لنا الطريق إذا ادلج الليل،  وانتم المرآة التي تنقل للعالم صورتنا الحقيقة بأننا أصحاب حق ولا نعتدي على احد.

ولأننا نحبكم.

نتمنى منكم الخروج من قصر الحياد والانطلاق لخدمة قضايا الدين والوطن ولا تحبسوا أقلامكم و ألسنتكم في قفصِ اللباقة المُصطنعة وتجبرون أنفسكم على ضبطِ النفسِ إلى أقصى حد،  رغم لهيب الحرارة المنبعثة من فم الشياطين.

وعلى تُجار الفضائيات الذين يرسمون الابتساماتُ الصفراء على شِفاههم ويوزعونها على المساكين لتسكين عقولهم وكسبِ قلوبهن ، وبالمجان، والكلماتُ المبتورة  المعنى التي  يتولونها على مسامعهم  لتُطربهم لاستقطاب المزيد من المُعجبين والمُعجبات ، أن يدركوا ان أساليبهم وألاعيبهم قد ثبت عُقمها.

 

اشترك في قناتي تيوب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

google-playkhamsatmostaqltradent